in Arabic !من لم يُسجن بالازدراء.. أُعدم بالكراهية

!من لم يُسجن بالازدراء.. أُعدم بالكراهية

-

د. خالد منتصر ـ الوطن ـ

نحن نخسر كل يوم أرضاً من مساحة الدولة المدنية المحدودة المحددة، كل فترة نخرج قانوناً ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، برّاق الصورة، مظلم المضمون، عذب الخارج، مسمم الداخل. قوانين هى رد فعل تستغل لإحداث فعل، وإسباغ حماية، والحصول على مكاسب ذاتية لشخص أو مؤسسة.

قانون العيب من الرئيس المؤمن، كما أطلق على نفسه، أنور السادات فى كوكتيل لا يقدم إلا فى كافيهات الدولة الدينية. العيب!! حد يقدر يرفض إننا نحارب العيب، ده حتى يبقى عيب!!، تم استخدام هذا القانون للتلويح والتهديد والسجن والتنكيل. ثم قانون الازدراء، الذى صدر بعد أحداث الزاوية الحمراء لمنع الفتنة الطائفية، والمدهش أنه استخدم لسجن أطفال مسيحيين هم ضحايا تلك الفتنة ولوحق به مفكر إسلامى وضعته المؤسسة الدينية كخصم مزمن إلى أن تم سجنه، ثم ملاحقته بعد الإفراج لمنع برامجه تليفزيونياً وعندما فشلوا فى منعه وشطب برامجه من على اليوتيوب، لأنهم لم يدركوا أننا فى زمن السماوات المفتوحة، اضطروا إلى اختراع قانون اسمه قانون الكراهية!!

يقال للتمويه فى الكواليس إن هذا القانون تمت صياغته وتقديمه بعد حادث الشيخ سالم عبدالجليل، الذى تعرض فيه للعقيدة المسيحية بكراهية، ونحن طبعاً ضد أى كراهية ولكن ما يحافظ على المجتمع بدون كراهية دينية هو المزيد من العلمانية، وليس المزيد من تحكم قبضة الدولة الدينية!!

فبنظرة بسيطة على المكتبة الكبيرة القابعة فى جامعة الأزهر، التى تضم كتب التراث الإسلامى كله، سيجد من قدم القانون آلاف النصوص، التى تحض على الكراهية!!، ماذا فعلوا بها وماذا قدموا من تفنيد يساير الزمن؟ إنهم ما زالوا يسجنون المفكرين الذين ينتقدون البخارى أو أى فقيه، قدم نصوصاً تبرر القتل أو كراهية المسيحيين واليهود أو تحض على قتل المرتد.. إلخ.

الكراهية يا مشايخنا الأفاضل، ويا مستشارى فضيلة الإمام على بعد أمتار قليلة من بيوتكم، على منابر المساجد التى تدعو فى الميكروفونات ليل نهار على أحفاد القردة والخنازير، وعلى الضالين وعلى الشيعة.. إلخ، وبمناسبة الشيعة والبهائيين، هل هؤلاء من ضمن المبشرين بجنة هذا القانون وستفردون مظلتكم عليهم، أم ستتركونهم نهباً للضباع وعابرى السبيل بحجة أنكم الفرقة الناجية؟؟!

هل الملحد واللاأدرى والبوذى والهندوسى الذى لم يكوّن ميليشيا عسكرية ليفجر بيوتكم ويقتل رجال الشرطة هل ستحمونه من الكراهية؟؟!

هل ستحتكرون ترمومتر ومعيار ومقياس الكراهية فى مكاتبكم المكيفة فى المؤسسة الدينية؟! وكيف تكتبون فى مادتكم الرابعة من هذا القانون العجيب الغريب بما معناه وبالعربى الصريح وبدون ماكياج ولا تزويق، وبمبدأ «ادبح القطة»، «محدش يتعلل بحرية التعبير، فلتذهب إلى الجحيم».

ظهرت الرؤية، كلما ضعفت الحجة وازدادت الأفكار هشاشة يلجأ أصحاب تلك الرؤى والأفكار إلى ترسانة قوانين وحزمة كرابيج للحصار والقمع!!

قانون الازدراء صار ازدراء البخارى وقانون الكراهية سيصير كراهية الاختلاف مع رجال الدين حتى الدعاة الكاجوال منهم، الذين يظهرون بالبراندات والسينيهات!!، محظور الاقتراب. والتصوير والنقد، باختصار قانون منع الاحتكار على الجميع لكنه ليس علينا نحن رجال الدين. هل نسينا أن من أصدر ملحقاً لمجلة الأزهر به حض على كراهية المسيحيين هو عالم دين كان رئيس تحرير المجلة وكان مناصراً لرابعة!!

فمن إذن كان يحض على الكراهية ولماذا لم تصدروا قانوناً حينها؟ ولماذا تعطلت وثيقة وورقة التنوير التى قدمها د. صلاح فضل وماتت فى الأدراج وعلى العكس وبسرعة الفيمتوثانية تقدمتم بهذا القانون؟؟!

هل لأن ورقة التنوير ستضطركم إلى التجديد وقانون الكراهية سيحميكم من الأراذل الأفندية المفكرين المثقفين الذين لم يبيعوا أدمغتهم بعد؟؟!، قانون الكراهية تحسبونه حبل إنقاذ، وهو فى الحقيقة حبل مشنقة.

http://www.elwatannews.com/news/details/2242668#.WU5tKOPGc_M.facebook

?s=96&d=mm&r=g !من لم يُسجن بالازدراء.. أُعدم بالكراهية

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

You might also likeRELATED
Recommended to you

د. خالد منتصر ـ الوطن ـ

نحن نخسر كل يوم أرضاً من مساحة الدولة المدنية المحدودة المحددة، كل فترة نخرج قانوناً ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، برّاق الصورة، مظلم المضمون، عذب الخارج، مسمم الداخل. قوانين هى رد فعل تستغل لإحداث فعل، وإسباغ حماية، والحصول على مكاسب ذاتية لشخص أو مؤسسة.

قانون العيب من الرئيس المؤمن، كما أطلق على نفسه، أنور السادات فى كوكتيل لا يقدم إلا فى كافيهات الدولة الدينية. العيب!! حد يقدر يرفض إننا نحارب العيب، ده حتى يبقى عيب!!، تم استخدام هذا القانون للتلويح والتهديد والسجن والتنكيل. ثم قانون الازدراء، الذى صدر بعد أحداث الزاوية الحمراء لمنع الفتنة الطائفية، والمدهش أنه استخدم لسجن أطفال مسيحيين هم ضحايا تلك الفتنة ولوحق به مفكر إسلامى وضعته المؤسسة الدينية كخصم مزمن إلى أن تم سجنه، ثم ملاحقته بعد الإفراج لمنع برامجه تليفزيونياً وعندما فشلوا فى منعه وشطب برامجه من على اليوتيوب، لأنهم لم يدركوا أننا فى زمن السماوات المفتوحة، اضطروا إلى اختراع قانون اسمه قانون الكراهية!!

يقال للتمويه فى الكواليس إن هذا القانون تمت صياغته وتقديمه بعد حادث الشيخ سالم عبدالجليل، الذى تعرض فيه للعقيدة المسيحية بكراهية، ونحن طبعاً ضد أى كراهية ولكن ما يحافظ على المجتمع بدون كراهية دينية هو المزيد من العلمانية، وليس المزيد من تحكم قبضة الدولة الدينية!!

فبنظرة بسيطة على المكتبة الكبيرة القابعة فى جامعة الأزهر، التى تضم كتب التراث الإسلامى كله، سيجد من قدم القانون آلاف النصوص، التى تحض على الكراهية!!، ماذا فعلوا بها وماذا قدموا من تفنيد يساير الزمن؟ إنهم ما زالوا يسجنون المفكرين الذين ينتقدون البخارى أو أى فقيه، قدم نصوصاً تبرر القتل أو كراهية المسيحيين واليهود أو تحض على قتل المرتد.. إلخ.

الكراهية يا مشايخنا الأفاضل، ويا مستشارى فضيلة الإمام على بعد أمتار قليلة من بيوتكم، على منابر المساجد التى تدعو فى الميكروفونات ليل نهار على أحفاد القردة والخنازير، وعلى الضالين وعلى الشيعة.. إلخ، وبمناسبة الشيعة والبهائيين، هل هؤلاء من ضمن المبشرين بجنة هذا القانون وستفردون مظلتكم عليهم، أم ستتركونهم نهباً للضباع وعابرى السبيل بحجة أنكم الفرقة الناجية؟؟!

هل الملحد واللاأدرى والبوذى والهندوسى الذى لم يكوّن ميليشيا عسكرية ليفجر بيوتكم ويقتل رجال الشرطة هل ستحمونه من الكراهية؟؟!

هل ستحتكرون ترمومتر ومعيار ومقياس الكراهية فى مكاتبكم المكيفة فى المؤسسة الدينية؟! وكيف تكتبون فى مادتكم الرابعة من هذا القانون العجيب الغريب بما معناه وبالعربى الصريح وبدون ماكياج ولا تزويق، وبمبدأ «ادبح القطة»، «محدش يتعلل بحرية التعبير، فلتذهب إلى الجحيم».

ظهرت الرؤية، كلما ضعفت الحجة وازدادت الأفكار هشاشة يلجأ أصحاب تلك الرؤى والأفكار إلى ترسانة قوانين وحزمة كرابيج للحصار والقمع!!

قانون الازدراء صار ازدراء البخارى وقانون الكراهية سيصير كراهية الاختلاف مع رجال الدين حتى الدعاة الكاجوال منهم، الذين يظهرون بالبراندات والسينيهات!!، محظور الاقتراب. والتصوير والنقد، باختصار قانون منع الاحتكار على الجميع لكنه ليس علينا نحن رجال الدين. هل نسينا أن من أصدر ملحقاً لمجلة الأزهر به حض على كراهية المسيحيين هو عالم دين كان رئيس تحرير المجلة وكان مناصراً لرابعة!!

فمن إذن كان يحض على الكراهية ولماذا لم تصدروا قانوناً حينها؟ ولماذا تعطلت وثيقة وورقة التنوير التى قدمها د. صلاح فضل وماتت فى الأدراج وعلى العكس وبسرعة الفيمتوثانية تقدمتم بهذا القانون؟؟!

هل لأن ورقة التنوير ستضطركم إلى التجديد وقانون الكراهية سيحميكم من الأراذل الأفندية المفكرين المثقفين الذين لم يبيعوا أدمغتهم بعد؟؟!، قانون الكراهية تحسبونه حبل إنقاذ، وهو فى الحقيقة حبل مشنقة.

http://www.elwatannews.com/news/details/2242668#.WU5tKOPGc_M.facebook