برنامج «آخر كلام» ـ حلقة خاصة أذيعت في الذكرى الأولى لمذبحة ماسبيرو ـ
يرسم موظفوه صورة مخيفة لاقتحام أفراد من الشرطة العسكرية مقر الشركة بالبنادق الآلية في هيئة مرعبة بحثاً عن شيئٍ ما. “اسمك إيه ياض؟” .. “محمد” .. “عَدّي انت، فين الأقباط؟”. و هؤلاء كانوا يتنقلون في خفية من غرفة إلى أخرى و من أي زاوية يمكن أن تكون مخبأً إلى أخرى. دهاليز الشركة الكبيرة في تلك البناية القديمة قرب مبنى ماسبيرو كانت من لطف الله. لكن الرجل يتخذ سريعاً قراراً بإخفاء المسيحيين جميعاً في دورات المياه. و في مشهد إنساني يجلب الدموع يتقدم بعض العاملين المسلمين في الشركة ببطاقاتهم الشخصية لإخوتهم المسيحيين: “لو اتمسكتوا قولوا إن إنتو إحنا”. لم يكن هذا مشهداً من فيلم، بل إنه جانب مما كتبته أنا أيامها في مقال بعنوان “شيندلر مصر”. و “شيندلر” هذا هو رجل أعمال ألماني كان له مصنع في بولندا أغلب عماله من اليهود عندما غزتها جيوش ألمانيا النازية. بعد قليل بدأ النازيون في اصطياد اليهود تمهيداً لشحنهم إلى غرف الغاز في معسكر “آوشفيتز”. استطاع الرجل وحده أن ينقذ نحو ألف روح من أرواح اليهود. رغم الاختلاف الواضح في حجم المقارنة و في نوعه بين هذا و ذلك تبقى المسألة كلها مسألة مبدأ: أن تخاطر بحياتك من أجل حياة إنسان آخر.
احتفظت من يومها حتى اليوم بشخصية ذلك الرجل المصري. اسمحوا لي في ذكرى مرور عام أن أكشف لكم عن هويته. الأستاذ محمد جوهر رئيس مجلس إدارة شركة فيديو كايرو سات، و رئيس مجلس إدارة قناة “25 يناير” المتوقفة الآن عن العمل. هو الآن معنا على الهاتف من كندا.
https://www.youtube.com/watch?v=kb7ubXaG1Co&feature=youtu.be