وقع على هذا البيان الهام والتاريخى المنشور في صحيفة الباريسي السبت 21 أبريل 2018 أكثر من 300 شخصية فرنسية عامة منهم رئيس جمهورية سابق و ثلاث رؤساء وزارات و أكاديميين و مفكرين وكتاب و فلاسفة.
هذا الإرهاب ينتشر:
إن معاداة السامية ليست قضية اليهود فقط و لكنها قضيتنا كلنا. إن الفرنسيين، وهم الذين أثبتوا نضجاً ديموقراطياً بعد كل عملية إرهابية إسلامية، يعيشون الآن تناقضا درامياً. لأن بلدهم أصبح مسرحاً لمعاداة قاتلة ضد السامية.
هذا الإرهاب ينتشر ويثير الإدانة الشعبية وفي ذات الوقت الصمت الإعلامي الذي ساهمت في قطعه المسيرة البيضاء الأخيرة.
فعندما يعلن رئيس الوزراء في البرلمان – و يصفق له البلد كله – أن فرنسا بدون اليهود ليست فرنسا، فالأمر هنا لا يتعلق بمجرد عبارة معزية للنفوس وإنما بتحذير رسمي: أن تاريخنا الأوروبي، وبالذات تاريخ فرنسا ، ولأسباب جغرافية ودينية وفلسفية وقانونية ارتبط بشكل عميق بثقافات عديدة من ضمنها الفكر اليهودي كمُكَون حاسم. في تاريخنا القريب قتل 11 يهودي ومنهم من تم تعذيبهم فقط لأنهم يهود وكان ذلك على أيدي إسلاميين متطرفين.
تطهير عرقي يجري في صمت:
رغم ذلك، فإن استنكار الإسلاموفوبيا – وهو ليس العنصرية المعادية للعرب – يخفي أرقام وزارة الداخلية: أن الفرنسيين اليهود معرضون لخطر الإعتداء عليهم 25 مرة أكثر من المواطن الفرنسي المسلم. 10 ٪ من المواطنين اليهود القاطنين في المنطقة الباريسية وضواحيها وعددهم تقريبا خمسون ألفاً اضطروا منذ فترة قريبة إلى الرحيل القسري إلى مكان آخر للسكن لأنهم لم يكونوا في آمان داخل بعض المدن ولأن أطفالهم لم يعودوا قادرين على مواصلة الدراسة في المدارس العمومية التابعة للدولة. إذن هذا تطهير عرقي يحصل في صمت في بلد إميل زولا و كليمنصو.
لماذا إذن هذا الصمت ؟ لأن التطرف الإسلامى، ومعاداة السامية التي ينطوي عليها، حُسب حصريا من بعض نخبة هذا البلد مجرد تعبير عن حركة أو ثورة اجتماعية، بينما ذات الظاهرة يمكن رصدها في مجتمعات أخرى مختلفة مثل الدانمارك أو أفغانستان أو مالي أو ألمانيا . فإلى جانب المعاداة القديمة للسامية لأقصى اليمين السياسي، أضيفت معاداة السامية التى يحملها جزء من اليسار المتطرف والذي وجد في معاداة السامية ذريعة تسمح له بتحويل جلادي اليهود و قاتليهم إلى ضحايا للمجتمع، والسبب هو وضاعة العملية الإنتخابية التي تأخذ في الحسبان أن أصوات المسلمين أكثر عدداً من أصوات اليهود عشر مرات.
ننتظر من إسلام فرنسا أن يفتح الطريق:
في المسيرة البيضاء التى قمنا بها، بعد مقتل السيدة المسنة ميراي كنول ]لأنها يهودية[،كان هناك أئمة ومشايخ واعين بأن معاداة السامية من جانب المسلمين تمثل أكبر تهديد لإسلام القرن الواحد والعشرين ولعالم السلام و الحرية الذي أراد المسلمون الحياة في أحضانه. و أغلب هؤلاء الأئمة تحت حماية البوليس مما يبين لنا أن إرهاب الاسلإميين المتطرفين يسود حتى ضد مسلمي فرنسا.
لذا نطالب أن الآيات القرآنية التي تدعو إلى القتل والعذاب ضد اليهود والنصارى وغير المؤمنين يتم إبطالها من طرف الفقهاء، مثلما حصل تجاه اختلافات الكتاب المقدس ومعاداة السامية من طرف الكاثوليك حيث تم إبطالها في مجمع الفاتيكان الثاني حتى لا يلجأ إليها أي مؤمن ويتخذها ذريعة لإرتكاب جريمة .
إننا ننتظر من إسلام فرنسا أن يفتح الطريق ]أمام الإسلام في بقية العالم[ وأن يصبح النضال ضد هذا الإفلاس الديموقراطي الذي هو معاداة السامية قضية وطنية قبل فوات الأوان، قبل أن تصبح فرنسا غير فرنسا التي عرفناها.
قام بترجمة الوثيقة
دكتور وجدي ثابت غبريال
كلية الحقوق و العلوم السياسية
جامعة لاروشل بفرنسا
عن موقع الاخ رشيد