إبراهيم عيسى – #المقال
من الأقصر إلى لندن
لا شىء يصنع الإرهاب إلا السلفية الوهابية
فتنة طائفية أو مذهبية تنتهى إلى عنف وقتل.. ابحث عن الوهابية.
ذئب منفرد يتحوَّل من شخص عادى إلى قاتل وحشى باسم الدين.. ابحث عن الوهابية.
كلهم يكذبون ويراوغون ويتحدثون عن أسباب اقتصادية أو سياسية للإرهاب، وهى أسباب موجودة وليست بعيدة فعلًا، لكن الأصل والفصل، الجذر والفرع هو الفهم الوهابى المتجمد المتخشب المتطرف الإرهابى للدين الإسلامى.
ليس هناك إرهابى واحد قتل أو فخَّخ، أو شخص واحد جرى بالطوب أو بالنار لقذف أو حرق منزل قبطى فى مصر إلا وهو سلفى وهابى.
السلفية الوهابية التى جعلت من الإسلام عنصريًّا يكره غيره ويحتقره، وطائفيًّا لا يطيق الآخر ولا يفكر إلا فى سحقه أو ضمّه، إما أن يرضخ الآخر المسيحى أو اليهودى ويتصاغر جدًّا ويتذلل ويدفع الجزية بارتهان كرامته والتعامل كبنى آدم درجة ثانية، وإما أن يدخل مُكرَهًا الإسلام، مُدَّعيًا حبّه، وإما أن يتم قتله ذبحًا.
بالمناسبة، كانت مصر أول دولة تلغى الجزية عن المسيحيين فى 1855 فى عهد سعيد باشا، وبالمناسبة أيضًا كانت الجزية فى مصر هى مرتبات مشايخ الأزهر ونفقات الجامع وطلَبته وقتها.
ها هى الدولة التى كانت أول مَن استنارت، تظلم بالطائفية والفتنة الوهابية. السلفية الوهابية التى جعلت الإسلام مذهبيًّا لا يقبل إلا مذهبًا واحدًا، ويكفّر أى مخالف أو مختلف حتى لو صلَّى وصامَ وزكَّى وحج، فأى مسلم غير وهابى عند الوهابى كافر، جعلت السلفية الوهابية الإسلام دمويًّا لا يبغى إلا القتل بل والوحشية!
من الأقصر حيث مواطنون عاديون تذهل من تحوُّلهم إلى متطرفين عنصريين طائفيين مُستحلّى الدم ومستبيحى العنف لأجل امرأة مسيحية يدَّعون دخولها الإسلام مما يستحق معه تدمير لأهلها أو اعتداء على ذويها، متهمينهم بأنهم حرموا الإسلام من تلك المرأة التى هى فى الغالب تشارك الجميع الجهل والفقر.
المواطن الصعيدى الذى يعتقد أن إسلام بت مسيحية نصرة للإسلام هو ذات العقل والمخ الذى يملكه مواطن إنجليزى اعتنق الإسلام فرأى ضرورة أن يقتل أبناء بلده غير المسلمين بمنتهى الخساسة والنذالة الواطية!
ضع فى رأس أى شخص السلفية الوهابية ولن تضيع وقتًا كبيرًا فى انتظار تحوله إلى إرهابى، سواء بحمل السلاح أو بحمل الكراهية سلاحًا!
أكثر ما يؤلم المرء هو هذا الإجماع الأمَمى على الكلام الفارغ.
تتنافس أطراف كثيرة فى تصريحات إدانة الإرهاب وتزايد أطراف أكثر على الوعد بمحاربته والقضاء عليه، بينما هم جميعًا شركاء فى صناعته وأبعَد خلق الله عن محاربته!
طبعًا الغرب متورط حتى ذقنه منذ تحالفَ مع الوهابية ومنذ صارت الوهابية صاحبة ثروة سمحت لها بغزو العالم بألف مركز إسلامى لنشر السلفية القاتلة العنصرية المتعصبة المذهبية، وهيَّأت لها غزو مصر وقهر عقلها واحتلال مؤسساتها السياسية والعلمية والدينية والإعلامية، بحيث لا نرى فى مصرنا الآن إلا حصاد وهابية النفط التى هزمت الإسلام المصرى منذ منتصف السبعينيات.
نعم، كبار المتحكمين فى القرار الحكومى والدينى والتعليمى فى مصر وهابيون سلفيون حتى وإن لم يعرفوا!
هو إرهابنا وصنيعة أيدينا ولا ذرة شك فى ذلك.
الاحتلال الوهابى للعقل المصرى أجهض قدرة مصر على القضاء على الإرهاب، واستمرار الاستسلام المصرى البائس للوهابية، فكرًا وفقهًا وإعلامًا وتعليمًا، يدعم وجود الإرهاب، بل ويجعل جذوره أكثر عمقًا وأصعب قلعًا!