أحمد عبد التواب ـ الأهرام ـ
هل هنالك ضرورة بالفعل تقتضى إنشاء زاوية للصلاة تحت الأرض فى مترو الأنفاق؟ لأنك من أقرب بوابة خروج أمامك فى النفق، ولو سرت فى أى اتجاه فوق الأرض، فسوف تجد مسجداً أو زاوية تلحق فيها الصلاة فى موعدها. ثم إن الهدف من اختراع المترو هو أن يتحرر مساره من أى تقاطعات مع مسارات أخرى أو نشاطات أخري، لينطلق دون ما يعترض حركته، ومن هنا فإن إتاحة مكان للصلاة فى النفق يستجلب تلقائياً نشاطاً من جملة أنشطة، مما كان النفق فى الأصل موضوعاً لتجنبها. ولك أن تتخيل أن يصطف المصلون تحت الأرض بأعداد تمنع المسرعين من اللحاق بالمترو، أو أن ينتشر معنى أن يأخذ البعض ثواباً إن هم عطلوا الكفار عن ممارسة أى شيء غير الصلاة فى موعدها، فقصدوا أن يتجمعوا بأعداد تستهدف تعطيل الناس عن ركوب المترو! ومن سوف يتولى رفع الأذان وإمامة الصلاة؟ هل سوف تُترك للعشوائية أم أن إدارة المترو سوف تكون مسئولة عن التنسيق؟ أم الأوقاف؟ وماذا عن خطبة الجمعة؟ وهل هنالك من يمنع أن يتطور الأمر إلى استخدام الميكرفون؟..إلخ. ثم إن تكلفة المتر المسطح الواحد فى النفق رهيبة، بسبب الحفر العميق والخرسانات الهائلة..إلخ، فهل حسب أحدهم حسبة التكلفة المادية لمثل هذه الزاوية، وكم هى أضعاف تكلفتها إذا أنشئت فى مكانها الطبيعى فوق الأرض؟
وماذا عن حق المواطنين المسيحيين المتساوى دستورياً مع المسلمين فى ممارسة الشعائر؟ أليس من المنطقى أن يفكروا فى أن يكون لهم نفس الحق؟ وإلام سوف يؤدى هذا السباق؟ وما هى المشكلات التى سوف تترتب عليه؟
لقد نشرت الزميلة رحمة سامى تحقيقاً عن الموضوع فى مجلة روز اليوسف (17 مارس) رصدت فيه بعض جوانب الظاهرة الجديدة وقالت إن بعض محطات المترو بها زاويتان، واحدة فى كل اتجاه، وأن مسئولى المترو قالوا لها إنهم ينشئون الزوايا من تبرعات المواطنين كصدقة جارية، ومنها يصرفون على شراء ما يلزم الزاوية من موكيت وغيره..إلخ
http://www.ahram.org.eg/News/202209/11/584405/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A9/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%88.aspx