د. خالد منتصر
ما زلنا مع المفاهيم التى يتم تدريسها فى كتب مدارس الأزهر، والتى تتعامل مع الطلبة على أنهم فى جيتو منفصل عن الدولة، جيتو زمانى ومكانى، يدرسون فيه أن المسيحى شخص أدنى منك، وأن المرأة كائن فى مرتبة أقل، بل أحياناً تستحق الاحتقار.
فى باب مقادير ديّات النفس كتاب «الروض المربع بشرح زاد المستنقع» للصف الثالث الثانوى ص117 نجد هذه العبارة «دية الحر المسلم مائة بعير أو ألف مثقال ذهباً أو اثنا عشر ألف درهم فضة أو مائتا بقرة أو ألفا شاة. هذه أصول الدية فأيها أحضر من تلزمه لزم الولى قبوله.. إلخ»
ما زلنا نتحدث عن الحر الذى له دية!، وماذا عن العبد؟، هل ما زلتم فى الأزهر على قناعة بأن العبد والأَمَة والجوارى.. إلخ لهم قوانينهم الخاصة؟، هل هم موجودون أصلاً؟، هل الخادمة الفلبينية أَمَة؟ وهل ما زال من حقى أن أقتنى عبداً وأضرب بعرض الحائط قوانين حقوق الإنسان البشرية المحضة التى شطبت وألغت تجارة العبيد وأرتكن إلى كتبكم التى ما زالت تتحدث عن دية الحر وتتعامل مع البعض على أنهم عبيد لا دية لهم كما كان بلد إسلامى كبير يتعامل ويرفض الاتفاقية حتى أجبر على قبولها فى بدايات القرن الماضى تحت ضغوط دولية، وما زال أهله فى أعماقهم مقتنعين بأن يكون لديك عبد وأمة، واخترعوا حلاً بديلاً على مضض وأطلقوا عليه لفظ «الكفيل»!!
الأخطر هو التفرقة ما بين دية المسلم ودية المسيحى!، وأرجوكم وبمنتهى الهدوء والعقل الإجابة عن سؤال: ما شعور الطالب الذى يدرس هذا الكلام على أساس أنه علم وليس من باب الفولكلور أو طق الحنك أو ملء وقت الفراغ؟، هل سيعتبر المسيحى مواطناً كامل المواطنة والأهلية؟!، أم أنه سيعتبره على أقل تقدير ضيفاً غير مرغوب فيه وبالطبع كافراً يستحق النفى أو الطرد وإرغامه على الجزية وحرق كنيسته كما فعل الإخوان والسلفيون.. إلخ؟
وهناك فى صفحة 97 فصل بعنوان قتل الجماعة بالواحد!!، وفى بداية الفصل يشرح مطورو المناهج الأزهرية مقصدهم الحنون المتسامح فيقولون «تقتل الجماعة -أى اثنين فأكثر- بالشخص الواحد إن صلح فعل كل واحد لقتله لإجماع الصحابة، روى سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قتل سبعة من أهل صنعاء قتلوا رجلاً، وقال: لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به جميعاً»، يعنى باختصار سيقتنع الطالب بأنه مباح أن تخرج برشاشك الآلى للانتقام لمن قتلوا أبيه مثلاً، فإذا كانوا من قرية مجاورة يا ريت يضرب له سكان بيتين تلاتة من أنصار القاتل ومحبيه!!
ماذا سيقول القانون المصرى الحالى عن مثل تلك الواقعة؟!، وهل الثأر فى الصعيد الذى نحاربه والذى أحياناً يصل فيه الاقتتال بين قريتين إلى حدود المذابح والتصفيات الجماعية، هل هذا الثأر قصاص شرعى طبقاً لشرح «زاد المستنقع»؟!، أسئلة ننتظر إجاباتها النظرية من الأزهر بعد أن شهدنا إجاباتها العملية فى الموصل وحلب وسيناء.
_______________
http://www.khaledmontaser.com/article.php?id=1928#.WDw226OZOel