in Arabic المفاهيم الداعشية فى المدارس الأزهرية

المفاهيم الداعشية فى المدارس الأزهرية

-

د. خالد منتصر

Arabic author
Khaled Montaser

كتبت كثيراً وكتب غيرى عن مناهج المدارس الأزهرية وما كانت تحتويه من أفكار تجاوزها الزمن، أفكار بعيدة عن قيم المواطنة الحديثة، ترسّخ من دونية وكراهية الآخر المختلف سواء فى الجنس أو فى الدين، سواء امرأة أم مسيحى.. إلخ،
توقفت وتوقف الكثيرون عن الكتابة فى هذا الموضوع بناء على وعود أزهرية بأن المناهج سيتم تغييرها وإزالة تلك الأفكار العنصرية الطائفية منها، إلى أن حصلت على بعض كتب هذا العام المكتوب على غلافها 2016-2017، وجدت أن المسألة لم تتعد أو تتجاوز قصقصة بعض ما كتبه بعض المفكرين والكتّاب فى مقالات متناثرة مثل «أكل لحم الأسير» إلى آخر تلك الصدمات الظاهرة الفجة، وكأن المقصود كان هذه الفقرات فقط، وكأننا كنا نكتب عن عبارات وليس عن أفكار لها جذور.

القضية لم تكن قضية فقرات بعينها، لكنها كانت قضية مفاهيم، هذا المقصد لم يصل إلى مسئولى الأزهر ولا المشرفين على لجنة تطوير المناهج، بدليل أن تلك الكتب القليلة التى استطعت الحصول عليها ما زالت تحتوى على كثير من الأفكار التى يعتمد عليها دواعش الداخل والخارج ويخرج الأزهر بتصريحات لاستنكارها!!

مثلاً فى كتاب «المختار من الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع» فى الفقه الشافعى للصف الثالث الثانوى، صفحة 61، فى شروط واجب القصاص، الشرط الرابع يقول «أن لا يكون المقتول أنقص من القاتل بكفر أو هدر دم تحقيقاً للمكافأة المشروطة لوجوب القصاص للأدلة المعروفة، فإن كان أنقص بأن قتل مسلم كافراً أو معصوم بالإسلام زانياً محصناً فلا قصاص حينئذ»!!

يعنى ببساطة تلميذ الأزهر جالس ليتشرب مفاهيم داعشية داخل الفصل الدراسى والمفروض إن خارج مدرسته دولة اسمها مصر هى دولة قانون ليس فيها شىء اسمه إنسان أنقص من إنسان ديناً، دولة لا يقتل فيها المسلم مسيحياً أو يهودياً، وعندما ننادى بالقصاص يخرج القاتل ترمومتر قياس درجة حرارة التدين ويتهم المقتول بأنه أنقص منه ديناً أو أنقص منه بكفر لذلك فلا تطلبوا القصاص منه!!

أليست أسهل تهمة عند داعش يجزّون بها الرقاب هى الكفر والردة، ما إن يقررون إعدام شخص فما أسهل أن يقولوا إنه ينقصنا بكفر وأقل منا درجة لأنه يؤمن بدين آخر أو حتى مذهب إسلامى مختلف؟
أما فى صفحتى 94 و95 بعد أن يتعلم طالب الأزهر أن المختلس من مال الدولة لا تُقطع يده بينما نشال الميكروباص تُقطع يده!!، يقحمه فى مشكلة طائفية عجيبة وغريبة، وهى إذا سرق المسلم أو المسيحى الذمى باب المسجد يجب قطع يده لكن فى حالة سرقة حصير المسجد تُقطع يد المسيحى فقط لأن سرقة الحصير ممكن تكون منفعة عامة للمسلمين وللسارق المسلم فيها نصيب!!

هنا من الممكن أن تفهم لماذا يدعو بعض الشيوخ بعد تخرجهم وبمنتهى الحماس من على المنبر بشفاء المسلمين فقط ونجاح أبناء المسلمين فقط، والدعاء على اليهود والصليبيين بأن يرمل الله نساءهم وييتم عيالهم.. إلخ!

هل تريدنى أن أقتنع بعد ما ذكرته لك من مفاهيم تغرس وتزرع فى أمخاخ هؤلاء الطلبة أنهم سيقتنعون ويقبلون بقانون الدولة المدنية والعيش طبقاً لمفهوم المساواة والمواطنة أم ستظل نظرتهم للوطن أنه كافر لا يطبق الشريعة التى تجعلهم هم فقط الفرقة الناجية؟!.

____________________

http://www.khaledmontaser.com/article.php?id=1927

?s=96&d=mm&r=g المفاهيم الداعشية فى المدارس الأزهرية

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

You might also likeRELATED
Recommended to you

د. خالد منتصر

Arabic author
Khaled Montaser

كتبت كثيراً وكتب غيرى عن مناهج المدارس الأزهرية وما كانت تحتويه من أفكار تجاوزها الزمن، أفكار بعيدة عن قيم المواطنة الحديثة، ترسّخ من دونية وكراهية الآخر المختلف سواء فى الجنس أو فى الدين، سواء امرأة أم مسيحى.. إلخ،
توقفت وتوقف الكثيرون عن الكتابة فى هذا الموضوع بناء على وعود أزهرية بأن المناهج سيتم تغييرها وإزالة تلك الأفكار العنصرية الطائفية منها، إلى أن حصلت على بعض كتب هذا العام المكتوب على غلافها 2016-2017، وجدت أن المسألة لم تتعد أو تتجاوز قصقصة بعض ما كتبه بعض المفكرين والكتّاب فى مقالات متناثرة مثل «أكل لحم الأسير» إلى آخر تلك الصدمات الظاهرة الفجة، وكأن المقصود كان هذه الفقرات فقط، وكأننا كنا نكتب عن عبارات وليس عن أفكار لها جذور.

القضية لم تكن قضية فقرات بعينها، لكنها كانت قضية مفاهيم، هذا المقصد لم يصل إلى مسئولى الأزهر ولا المشرفين على لجنة تطوير المناهج، بدليل أن تلك الكتب القليلة التى استطعت الحصول عليها ما زالت تحتوى على كثير من الأفكار التى يعتمد عليها دواعش الداخل والخارج ويخرج الأزهر بتصريحات لاستنكارها!!

مثلاً فى كتاب «المختار من الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع» فى الفقه الشافعى للصف الثالث الثانوى، صفحة 61، فى شروط واجب القصاص، الشرط الرابع يقول «أن لا يكون المقتول أنقص من القاتل بكفر أو هدر دم تحقيقاً للمكافأة المشروطة لوجوب القصاص للأدلة المعروفة، فإن كان أنقص بأن قتل مسلم كافراً أو معصوم بالإسلام زانياً محصناً فلا قصاص حينئذ»!!

يعنى ببساطة تلميذ الأزهر جالس ليتشرب مفاهيم داعشية داخل الفصل الدراسى والمفروض إن خارج مدرسته دولة اسمها مصر هى دولة قانون ليس فيها شىء اسمه إنسان أنقص من إنسان ديناً، دولة لا يقتل فيها المسلم مسيحياً أو يهودياً، وعندما ننادى بالقصاص يخرج القاتل ترمومتر قياس درجة حرارة التدين ويتهم المقتول بأنه أنقص منه ديناً أو أنقص منه بكفر لذلك فلا تطلبوا القصاص منه!!

أليست أسهل تهمة عند داعش يجزّون بها الرقاب هى الكفر والردة، ما إن يقررون إعدام شخص فما أسهل أن يقولوا إنه ينقصنا بكفر وأقل منا درجة لأنه يؤمن بدين آخر أو حتى مذهب إسلامى مختلف؟
أما فى صفحتى 94 و95 بعد أن يتعلم طالب الأزهر أن المختلس من مال الدولة لا تُقطع يده بينما نشال الميكروباص تُقطع يده!!، يقحمه فى مشكلة طائفية عجيبة وغريبة، وهى إذا سرق المسلم أو المسيحى الذمى باب المسجد يجب قطع يده لكن فى حالة سرقة حصير المسجد تُقطع يد المسيحى فقط لأن سرقة الحصير ممكن تكون منفعة عامة للمسلمين وللسارق المسلم فيها نصيب!!

هنا من الممكن أن تفهم لماذا يدعو بعض الشيوخ بعد تخرجهم وبمنتهى الحماس من على المنبر بشفاء المسلمين فقط ونجاح أبناء المسلمين فقط، والدعاء على اليهود والصليبيين بأن يرمل الله نساءهم وييتم عيالهم.. إلخ!

هل تريدنى أن أقتنع بعد ما ذكرته لك من مفاهيم تغرس وتزرع فى أمخاخ هؤلاء الطلبة أنهم سيقتنعون ويقبلون بقانون الدولة المدنية والعيش طبقاً لمفهوم المساواة والمواطنة أم ستظل نظرتهم للوطن أنه كافر لا يطبق الشريعة التى تجعلهم هم فقط الفرقة الناجية؟!.

____________________

http://www.khaledmontaser.com/article.php?id=1927