سمير زين العابدين – العربي اليوم ـ
لم يعد صعبا علي أحد أن يعرف أن الأزهر “مفرخة الإرهاب في مصر” هو أحد أهم العوامل التي تعوق الفكر المصري من أن ينطلق في آفاق العلم والتطور والحداثة, بما يفرضه علي المجتمع من قيود تطال الحرية بكافة أشكالها, فالحرية والتطور متلازمان, لا ينمو أحدهما بمعزل عن الآخر, وهو لا يكتفي فقط بفرض قيود الحرية, بل هو يبث فكرا إرهابيا ينمو ويترعرع من خلال مناهجه التي تشكل وجدان طلابه.
انك حين تقرأ كتب الفقه التي تتناولها مناهج الأزهر, لا شك سيصيبك الإكتئاب فأحدثها كتب قبل أربعة قرون بمحتويات بعيدة كل البعد عن العصر الذي نعيشه, حتي أن اللغة والأسلوب والمصطلحات المستخدمة أصبحت غريبة علينا, كما أن أساليب البرهنة والقياس هي في حقيقتها أساليب وقياسات وموازين قديمة بالية لم تعد مستخدمة في عصرنا الحالي بعد أن تطورت كثيرا.
اقرأ معي فقط أسماء الكتب التي يدرسها طلاب الأزهر لتعرف أنها غريبة فهي تأتي علي غرار (الاختيار لتعليل المختار – المقرر من الشرح الصغير – الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع – الروض المربع بشرح زاد المستقنع .. ) ومعظمها تتجاوز عدد صفحاته الألف في لغة مملة صعبة علي الفهم تحتاج وقتا غير الاعتيادي لفهمها والولوج لحقيقة متنها.
أكثر ما تحتويه هذه الكتب هي أمور عفا عليها الزمن وتخطاها, ومع ذلك تشهد تصميما عجيبا علي تدريسها بإسهاب شديد وتفصيل يهدف الي منع التفكير واعمال العقل, مثل أحكام الرق وتنظيم بيع وشراء الرقيق, وأبواب السواك, والختان, وشروط الاستنجاء وشروط الحجر المستخدم في الاستنجاء… الي آخر هذه القضايا التي لم يعد لها مكانا في عصرنا الحديث.
وتأتي المصيبة عندما تصمم هذه المناهج علي تقسيم الناس الي قسمين لا ثالث لهما هما المسلمون والكفّار, وتقسيم الكفّار الي كافر أصلي ومرتد, وتسهب في احتقار غير المسلمين فيكره علي سبيل المثال أن يصلّي في معابدهم كما يكره أن يصلّي في المزابل.
ثم نأتي الي الطامة الكبري عندما تشرح هذه الكتب أن القتل أنواع طبقا للأحكام الخمسة: واجب وحرام ومكروه ومندوب ومباح, فيكون القتل الواجب هو قتل المرتد إذا لم يتب والحربي إذا لم يسلم أو يعط الجزية,وهكذا يتم تحريض التلاميذ على قتل أي إنسان (يراه) المسلمون (مرتدًا) عن الدين الإسلامي.
وبالطبع لم تسلم المرأة من أحكام كثيرة نعلمها تحتقرها فالأنثى ناقصة عقل ودين, ولن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة, وما يترتب عليه من أحكام في نكاحها وميراثها وشهادتها وإذلالها… الخ.
أمّا عداء العلم والتفكير والتطور فحدث ولا حرج, فهو بالنص لا يصح بيع كتب الكفر والتنجيم والشعوذة والفلسفة, وسائر العلوم المحرّمة.
هذا هو أقل القليل من كثير جدا يدرّس بالأزهر ومعاهده ومدارسه وكلياته, التي يرتادها حوالي 20% من طلاب العلم ولا يقل عددهم عن 4 – 5 مليون معظمهم من أبناء الطبقات الفقيرة من سكان القرى والعشوائيات في مصر, تتولي فيما بعد بث الخطاب الديني السائد حولهم وبين مجتمعاتهم.
لم أتعرض هنا الي النتائج المادية الملموسة والأحداث التي وقعت علي أيدي الأزهريين خاصة في الفترة الأخيرة فقط أذكركم بأنه لم يكن أولهاعام 2006 في الاستعراض العسكري الشهير أمام مكتب شيخ الأزهر عندما كان رئيسا لجامعة الأزهر, ولم يكن انتهائها باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات حين تبين أن 6 طلاب أزهريين وراء هذا الحادث.
هذا جانب واحد من الجوانب التي توضح أن الأزهر مفرخة حقيقية للإرهاب, فأي استنارة اذن يتحدث عنها الرئيس واصفا الأزهر, في احتفال كان مجرد حضوره له هو تعبير صريح أننا أمام نظام ديني سلفي, بعيد كل البعد عن الدولة المدنية, يخلط الدين بالسياسة, ولا يحارب الإرهاب, بل يحارب أفرادا يساهم الأزهر في تفريخهم, ثم نذهب الي معقلهم لنقول أن الأزهر هو قلعة أو منارة الاستنارة !!!!
_____________________
http://www.elarabielyoum.com/show64632