عندما تصدر وطني منذ أسبوعن يتصدرها عنوان في المنيا: 15 كنيسة مغلقة و70 قرية بلا كنائس!!… وعندما تصدر الأسبوع الماضي يتصدرها عنوان: أقباط عزبة الفرن بأبوقرقاص يصلون عيد العذراء في الشارع!!, يتحتم أن يدرك المسئولون أن هناك نذر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة… قنبلة موقوتة نتيجة تراكم المرارة والهوان في نفوس الأقباط إزاء حرمانهم من ممارسة حقهم الدستوري في الصلاة والعبادة وممارسة الشعائر الدينية, وإذا كانت حلت بهم فترة حرموا من ذلك بسبب الضربات اللعينة للإرهاب فالثابت أنهم ضبطوا مشاعرهم وأدركوا أن عليهم دورا وطنيا أن يتمسكوا بمصريتهم ويفشلوا مآرب الإرهابيين في الوقيعة بينهم وبين إخوتهم المسلمين -حتي إن قداسة البابا تواضروس وقتها سطر موقفا وطنيا رائعا حين قال: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن… وإذا منعونا من الصلاة في كنائسنا سنصلي في الشارع… لكن قمة المأساة تتجسد في المنيا حين تأتي الأيام بحرمان الأقباط من الصلاة حتي في الشارع, والكارثة تتجسد أكثر حين يثبت أن منع الأقباط من الصلاة- حتي في الشارع -لا يأتي من المتطرفين أو المتعصبين أو المتشددين ولكن من أجهزة الإدارة ومن الأجهزة الأمنية!!!
أجهزة تدفن رؤوسها في الرمال هربا من الحقيقة, فهي تستمرئ الإبقاء علي واقع مريض يغلق الكنائس القائمة تذرعا بدواع أمنية, وتتقاعس عن الإسراع بفتحها أو بتقنين أوضاعها طبقا لقانون بناء وترميم الكنائس ولائحته التنفيذية, كما تعوق إجراءات الموافقة علي ترخيص كنائس جديدة, ثم تنتفض للذود عن الدستور والقانون بادعاء مسئوليتها عن منع الأقباط من الصلاة في أماكن غير مرخصة!!!… يا سلام… وهل يلجأ الأقباط للصلاة في أماكن غير مرخصة سواء كانت جمعيات أو منازل لتمتعهم بمخالفة القانون؟!!… هل تنتشر الكنائس المرخصة في المدن والمراكز والقري والنجوع ويتركها الأقباط للصلاة في المنازل أو في الطرقات والساحات؟!!… بدلا من همة الأجهزة الرسمية والأمنية في تعقب الأقباط ومحاصرتهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية, كان الأحري بتلك الأجهزة أن تبدي ذات الهمة في كتابة التقارير السياسية والأمنية بضرورة فتح الكنائس المغلقة والحاجة الماسة إلي ترخيص كنائس جديدة لتلبية حاجة الأقباط في الصلاة إعمالا للدستور والقانون… أم أن تلك الأجهزة لا تتذكر الدستور والقانون إلا في الفتك بالأقباط!!!
هل بلغ بنا اليأس والهوان إزاء ذبح حقوق المواطنة والتضييق علي الأقباط في الصلاة أن نتمني اندلاع كارثة طائفية نتيجة المرارة المكتومة في الصدور ووقوع القتلي والجرحي حتي يلتفت الرئيس السيسي إلي الوضع المتفجر في المنيا؟… ووقتها سوف يتدخل بكلامه المعسول ليطيب خاطر الأقباط, ويتطلع إلي تصريحات وطنية تصدر عن قداسة البابا ليمتص غضبهم, ويصدر أوامره إلي الأجهزة المسئولة بفتح الكنائس وحماية الصلوات… هل يجب أن تحترق المنيا حتي نفيق علي مقدار الجرم والغبن الذي يحيق بأقباطها؟!!… فليكن معلوما للكافة أن الوقائع هذه المرة لا تشير إلي الإرهاب أو التطرف أو التعصب, بل إن المتتبع للتفاصيل التي نشرتها وطني لن يفوته أن المنع لم يأت من الجيران المسلمين ولا من احتجاجهم علي صلاة الأقباط, لكنه جاء من الأجهزة الأمنية التي باتت تملك الحق في عمل أي شئ نظير ادعاء حماية السلام الاجتماعي وعدم إثارة المسلمين!!!… وهل أصبح من الأمور المفروضة علي الأقباط بموجب الدستور والقانون الخضوع لأي تسلط أو صلف طالما يدعي عدم إثارة المسلمين؟!!!…
آن الأوان للرئيس السيسي وللأجهزة المعاونة له ولمستشاريه أن يدركوا أن المنيا تغلي فوق صفيح ساخن وأن مشاعر الغبن والهوان والمرارة في نفوس أقباطها بلغت مداها… ودعوني أقول إنني إن كنت كتبت منذ نحو عام عن تجاوزات المتطرفين والإدارة والأمن في المنيا تحت عنوان جمهورية المنيا الإسلامية المستقلة!! فإنني أستدعي ذلك العنوان اليوم ولكن لأدين أجهزة الإدارة والأمن وحدها!!
0 التعليقات
__________________
http://www.wataninet.com/%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF/%D8%A3%D9%84%D8%A7%E2%80%8F-%E2%80%8F%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D9%83%E2%80%8F-%E2%80%8F%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%E2%80%8F-%E2%80%8F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A%E2%80%8F-%E2%80%8F%D8%A3/