أحمد عبد التواب ـ الأهرام ـ
يجب أن تكون جريمة مسجد الروضة بالعريش خطاً فاصلاً لما قبلها عما بعدها. ولتكن الموضوعية منطلقاً للدخول فى المساحات التى حظيت بهيبة عبر الزمن، وأصبح القائمون عليها فى حصانة عن السؤال، وإلا واجه السائل ما لا يرضيه. وقضية تطوير التعليم بالأزهر الشريف من أهم القضايا المُلِحَّة ضمن إصلاح الخطاب الدينى الذى طالب به الرئيس السيسى عدة مرات صراحة وعلناً، وكان الترحيب الشفوى السريع من رجال الأزهر مثيراً للدهشة خاصة أنهم لم يقبلوا قبل هذا ما هو أقل كثيراً، بل إنهم كانوا يُصرِّون على أن ينالوا ممن تجاسر على الطلب.
ما هو بالضبط الغرض من التعليم الأزهرى؟ هل هو تخريج مجاهدين مقاتلين، أم طاقة مضافة لنشر ثقافة التسامح وعمارة الأرض؟ فهل تحقق أى تطوير حقيقى لمناهج التعليم الأزهرى حتى هذه اللحظة؟ وهل هناك أى أمل فى إحداث التطوير المأمول؟ وإذا افترضنا حدوثه، على سبيل الجدل، فهل يمكننا أن نسيطر على عقول وأداء المدرسين وهم ينفردون بالتلاميذ الصغار حيث يمكنهم أن يلقنوهم ويزرعوا فى وجدانهم من خارج المناهج أفكاراً ترسخَّت فى عقول المدرسين مما تلقوه فى مراحل التلمذة، لتستمر الدائرة المُخرِّبة؟
ألا ينبغى أن نفتح الآن حواراً عاماً واسعاً حول فوائد قصر التعليم بالأزهر على المراحل الجامعية فى تخصصات الدراسات الإسلامية؟ على أن يجرى ضم تلاميذ الأزهر فى التعليم ما قبل الجامعى إلى المدارس العامة، وإلحاق طلاب جامعة الأزهر إلى الجامعات المدنية ما عدا من يتخصصون فى الدراسات الإسلامية. وفى كل الأحوال وجوب إحكام الرقابة على التعليم قبل الجامعى للاستكشاف المبكر للمدرسين المتطرفين فكرياً وإبعادهم عن التعليم إلى وظائف أخرى يُستحسَن أن تكون خارج وزارة التعليم تماماً.
يأتى تعقيد القضية من استحالة إلغاء أى فكر، ولكن الواجب يقتضى الحرص على أن ينحصر تداول ودراسة أفكار التطرف والحض على العنف، فى حدود البالغين الراشدين، الذين يكبحهم إدراك الخطر، وأما إذا انحرف أحد منهم فالقانون جاهز.
وأما خطورة الوضعية المميزة للأزهر الشريف فى الدستور، فى ظل هذه الأوضاع، فهذا موضوع آخر.
http://www.ahram.org.eg/News/202475/11/625225/الاعمدة/أغراض-التعليم-الأزهرى-ملتبسة.aspx